8 فبراير 2024 تحميل ملف pdf
مركز المستقبل اليمني للدراسات الاستراتيجية

 

 

إعداد / خلود الحلالي 

 

تشكل تنظيم القاعدة بخلفية دينية متشددة، تفهم النصوص الإسلامية فهماً متطرفاً، وقد ظهر التنظيم خلال الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفياتي آنذاك، في ثمانينيات القرن الماضي. تزعمه أسامة بن لادن، وعندما انسحب السوفييت من أفغانستان عام 1989م، تفرق الأعضاء لكنهم استمروا في معارضة ما اعتبره زعماؤها أنظمة إسلامية فاسدة، وأعلنوا حربهم على الانظمة الغربية الكافرة، كما يقولون.


 استقر بعض التنظيم في السودان لفترة في أوائل التسعينيات، وفي نهاية المطاف أعادت المجموعة تأسيس مقرها الرئيسي في أفغانستان حوالي عام 1996م، تحت رعاية ميليشيا طالبان.

 

اندمجت القاعدة مع عدد من التنظيمات المسلحة الأخرى، بما في ذلك حركة الجهاد الإسلامي في مصر والجماعة الإسلامية، وفي عدة مناسبات أعلن قادتها الجهاد ضد الولايات المتحدة. أنشأ التنظيم معسكرات للمسلحين من جميع أنحاء العالم، وقام بتدريب عشرات الآلاف على المهارات العسكرية، وشارك أفراده في العديد من الهجمات الإرهابية، بما في ذلك تدمير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي، كينيا، ودار السلام، تنزانيا (1998). وهجوم انتحاري ضد السفينة الحربية الأمريكية كول في عدن، اليمن (2000؛ انظر هجوم يو إس إس كول). وفي عام 2001، نفذ 19 مسلحًا مرتبطًا بتنظيم القاعدة هجمات 11 سبتمبر ضد الولايات المتحدة. وفي غضون أسابيع ردت حكومة الولايات المتحدة بمهاجمة قوات طالبان والقاعدة في أفغانستان. قُتل أو أُسر الآلاف من المسلحين، وكان من بينهم العديد من الأعضاء الرئيسيين (بما في ذلك المسلح الذي يُزعم أنه خطط ونظم هجمات 11 سبتمبر)، وتم دفع الباقين وقادتهم إلى الاختباء. 

 

وفي هذا التقرير نقدم لمحات عن بعض قادة القاعدة الأكثر تطرفاً، وعلاقتها بإيران، ودور إيران في رعاية والاستفادة من هذه التنظيمات والأفكار المتشددة لخدمة أهدافها:

■- القيادي المصري المقيم في إيران (سيف العدل):

أصبح سيف العدل، وهو مصري مقيم في إيران، زعيمًا لتنظيم القاعدة بعد مقتل أيمن الظواهري، يوليو 2022م، بحسب الخارجية الأمريكية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: "تقييمنا يتوافق مع تقييم الأمم المتحدة بأن الزعيم الفعلي الجديد لتنظيم القاعدة سيف العدل يقيم في إيران".

وقال تقرير الأمم المتحدة الصادر عام 2023م إن وجهة النظر السائدة للدول الأعضاء هي أن عادل هو الآن زعيم التنظيم، "وهو ما يمثل الاستمرارية في الوقت الحالي".

لكن الجماعة لم تعلنه رسميًا "أميرًا" بسبب الحساسية ومخاوف طالبان في أفغانستان، التي لم ترغب في الاعتراف بمقتل الظواهري بصاروخ أمريكي في منزل في كابول العام الماضي، وفقًاً لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وتقرير الأمم المتحدة. 

العدل، 62 عاماً (اسمه الحقيقي محمد صلاح الدين زيدان)، مكان الميلاد:  شبين الكوم محافظة المنوفية مصر .
- المؤهل الدراسي:  تخرج من كلية التجارة - ضابط احتياطي بالجيش المصري - سافر الى السعودية عام 1989م.
- ارتبط بالقاعدة مباشره دون مرور بجماعة الجهاد
-  سافر مع أسامه بن لادن الى السودان عام 1992م، ومنها إلى الصومال واليمن قبل أن يعود الى أفغانستان 1996م،
- يعد من ضمن القيادات التي اطلعت على هجمات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن عام 2001م.

- يتمتع بخبره عسكرية، متدرب على المتفجرات والمظلات
- يصنف بانه أحد القادة العسكرين وثالث أكبر مسؤول بالتنظيم. وساعد في بناء القدرة العملياتية للجماعة وقام بتدريب بعض الخاطفين الذين شاركوا في هجوم 11 سبتمبر 2001م على الولايات المتحدة، وفقًا لمشروع مكافحة التطرف الأمريكي.

ويُنظر إليه في دوائر تنظيم القاعدة باعتباره استراتيجيًا عسكريًا رائدًا ويتمتع بكثير من المعرفة بالإضافة إلى خبرة عملياتية طويلة. صرح توماس جوسلين، الزميل البارز في FDD، أن "وجود سيف العدل في إيران يدل على مرونة جديدة للقاعدة. وهذا يسمح للعدل بالتحرك بحرية بين أفغانستان وإيران ويكون أقل قلقًا بشأن الهجمات الأمريكية المحتملة بطائرات بدون طيار". التي من غير المرجح أن يتم تنفيذها في إيران".

وكان للعدل علاقات قوية طوال سنوات مع الإيرانيين وحزب الله. وفي أوائل التسعينيات، سافر إلى لبنان وإيران للاستثمار واكتساب المعرفة في مجال الحرب وتجميع الأجهزة المتفجرة وغيرها .

اعتقل العدل في إيران أثناء هروبه من مطاردة القوات الأمريكية. وقبل عدة سنوات، اعتقلت حركة طالبان دبلوماسيين إيرانيين وبادلتهم بالعدل، لكنه قرر البقاء في إيران.

وفي أواخر التسعينيات، ظل العدل يتنقل بين أفغانستان وإيران، مما مكنه من إقامة علاقات مع المسؤولين الأمنيين في طهران.

وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان، تولى العدل مسؤولية استضافة القادة الجهاديين في إيران. وفي عام 2002م، تمكن من إبرام اتفاق رسمي مع (الحرس الثوري الإيراني)، تمكن بموجبه من توفير ملاذ آمن لقيادات الجهاديين للعيش داخل الأراضي الإيرانية.

ويقف العدل وراء تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية الخارجية، أبرزها تفجيرات الرياض في مايو 2003م.

وفي عام 2008م، بدأ العدل في تقديم بعض النصائح لفرع تنظيم القاعدة في اليمن، خاصة فيما يتعلق بالعمليات الخارجية.

 

■- خالد باطرفي أمير تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية:

تولى خالد عمر سعيد باطرفي 53 عاماً (المعروف أيضاً باسم أبو المقداد الكندي)، قيادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في عام 2020م، خلفاً لقاسم الريمي الذي قُتل في غارة بطائرة أمريكية بدون طيار، بسبب تأثيره الكبير على المجتمع القبلي في جنوب اليمن ودوره في زيادة نشاط تنظيم القاعدة.

وفي عام 2010م، اعتقل باطرفي من قبل قوات الأمن في محافظة تعز، وبقي في السجن المركزي بالمكلا لمدة أربع سنوات. إلا أنه فر مع 300 سجين آخر عندما اقتحم مسلحو القاعدة السجن المركزي في المكلا عام 2015م.

ويعتبر باطرفي أحد العناصر الموثوقة في تنظيم القاعدة وحلقة الوصل بين التنظيم الإرهابي وشركائه السريين حول العالم.

 

■- المصري خالد سيف العدل المقيم في اليمن :

خالد سيف العدل، 32 عاماً (الملقب منصور أبو اليسر - ابن المدني - أبو تيسير المصري - محمد الحضرمي)، هو ابن سيف العدل المصري المقيم في إيران. ويعتبر من أخطر قادة تنظيم القاعدة في اليمن. والدته أسماء مصطفى حامد (ابنة زعيم القاعدة مصطفى حامد - مصرية الجنسية). وشقيقته منى محمد صلاح الدين زيدان – متزوجة من زعيم القاعدة أبو يوسف الكويتي – تعيش في مأرب).

وترجح مصادر استخباراتية يمنية أنه يعيش بين محافظتي حضرموت ومأرب. ويعمل كممثل خاص لأمير تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية خالد باطرفي.

 

■الاتفاق بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن: 

أبرم الحوثيون اتفاقاً مع تنظيم القاعدة في اليمن، برعاية إيران وسيف العدل. بحسب القبائل والمخابرات اليمنية.

وقالت المصادر إن طهران أفرجت عن عدد من قيادات تنظيم القاعدة مقابل إطلاق سراحهم الملحق الثقافي الإيراني في صنعاء. وتم إعدام ثمانية من قادة تنظيم القاعدة في اليمن لمعارضتهم الاتفاق مع إيران والحوثيين. كما أضافت المصادر.

 

وتشمل بنود الاتفاق:

- عدم مشاركة تنظيم القاعدة في الحرب ضد الحوثيين.
- عدم تنفيذ أي عمليات انتحارية في مناطق سيطرة الحوثيين.
- تعليق أي مشاركة في القتال ضد الحوثيين في مختلف جبهات القتال.
- يركز تنظيم القاعدة في اليمن على التجنيد والتدريب والتسليح.
- توسيع سيطرة تنظيم القاعدة في المناطق اليمنية المحررة. 
- استهداف مصالح السعودية والإمارات باعتبارهما حليفتين لأمريكا.

وشهد خالد العدل، الذي كان يقيم مع والده في إيران حتى عام 2015م، أول صفقة تبادل أسرى بين إيران وتنظيم القاعدة في اليمن، أفرجت بموجبها طهران عن عدد من قيادات القاعدة المعتقلين في إيران، مقابل إفراج  تنظيم القاعدة عن الملحق الثقافي في السفارة الايرانية في اليمن المدعو/ نور أحمد نكباخت، الذي اختطف في عام 2013م، حسبما أفادت مصادر استخباراتية إقليمية.

 

وكان هذا هو الإطلاق الأول للتحالف بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم القاعدة في اليمن. وكان الفضل في نجاح هذه الصفقة للمصري المقيم في إيران سيف العدل، عن طريق نجله خالد، بعد أن انتقل من إيران بحراً إلى اليمن منتصف عام 2015م، بعد سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة المكلا وعدد من مديريات محافظة حضرموت.

 

 وبحسب مصادر استخباراتية يمنية فإن خالد العدل انتقل من إيران إلى اليمن برفقة قيادات في تنظيم القاعدة أفرجت عنهم إيران في صفقة تبادل الأسرى، هم: 

- مبشر القحطاني، قيادي في تنظيم القاعدة، سعودي الجنسية.

- أبو يوسف الكويتي، قيادي في تنظيم القاعدة، كويتي الجنسية، متزوج من شقيقة خالد سيف العدل.

- أحمد بن عبدالله الزهراني، المكنى/ أبو مريم الأزدي، سعودي الجنسية، تم اعدامه بتهمة الجاسوسية.

- الزبير المغربي، قيادي في تنظيم القاعدة
بالإضافة الى أن عددا من قيادات تنظيم القاعدة في اليمن توجهوا الى إيران للقاء بسيف العدل، ثم عادوا  الى اليمن عن طريق البحر مع خالد سيف العدل.


وترجح مصادر استخباراتية أن نقل خالد العدل إلى اليمن جاء بعد الاتفاق الذي تم بين والده والحرس الثوري. وأرسل سيف العدل ابنه خالد إلى اليمن للقيام بمهمة إقناع القيادات العليا لتنظيم القاعدة بضرورة العمل على تنفيذ الاتفاق.

وانعكست هذه التغييرات الجديدة بشكل واضح على أنشطة تنظيم القاعدة في اليمن على الأرض منذ عام 2017م، عندما أوقف تنظيم القاعدة في اليمن قتال الحوثيين في مختلف جبهات القتال، كما أوقف أي عمليات إرهابية في مناطق سيطرة الحوثيين.

بل على العكس من ذلك، دأب تنظيم القاعدة على استهداف القوات والقيادة المدعومة من التحالف العربي بشكل مكثف، بالإضافة إلى محاولة تنفيذ عمليات إرهابية ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك التخطيط لاستهداف السفن، والسفن الأمريكية في بحر العرب وخليج العرب في عدن.

وفي عام 2016م، بعد انسحاب تنظيم القاعدة من المكلا، انتقل خالد العدل مع قيادة التنظيم إلى محافظة الجوف واستقر هناك مع عائلته. وفي عام 2020م انتقل إلى حضرموت. وخلال السنوات الخمس الأولى، عمل خالد في عدة قطاعات في التنظيم، فكان يعمل في الجناح الأمني ​​للتنظيم الذي يقوده إبراهيم البنا (مصري الجنسية). كما عمل منسقاً في مجلس شورى التنظيم، وكان عضواً في لجنة العمليات الخارجية للتنظيم. بالإضافة إلى ذلك، عمل في اللجنة الإعلامية للتنظيم. بحسب مصادر استخباراتية.

وخلال هذه الفترة، كان خالد العدل يمارس عمله بالقرب من الهرم القيادي للتنظيم، ممثلا بأمير التنظيم، وأعضاء مجلس الشورى، ومسؤولي اللجان. وقد أتاح ذلك له الوصول إلى العديد من الأسرار والجوانب الخفية للتنظيم، مما أكسبه خبرة قيادية كبيرة. 

كما أتيحت له فرصة التعرف على العديد من القادة ومنهم شخصيات بارزة مثل:

- إبراهيم البناء، (مسئول الجناح الأمني للتنظيم).

-  خالد باطرفي،  (مسئول اللجنة الإعلامية للتنظيم).

- عبدالله المبارك، (مسئول اللجنة الشرعية والقضائية للتنظيم).

كما تمكن من استمالة عمار الصنعاني (أمير الجناح العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب من 2015 -  2022م) ،  كما عمل على فتح قناة تواصل مباشرة بين الصنعاني ووالده سيف العدل حيث استطاع الأخير اقناع الصنعاني بعدم تنفيذ أي عمليات انتحارية او تفجيرات أو اغتيالات  في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي،  وكذلك عدم المشاركة في أي مواجهات مسلحة ضد الحوثيين في كافة جبهات القتال في اليمن .

 

■إعدام المعارضين للنفوذ الإيراني داخل التنظيم : 

قالت مصادر استخباراتية إن خالد العدل يقف أيضاً وراء إعدام العديد من القيادات المهمة في تنظيم القاعدة خلال الفترة من 2016م إلى 2020م. ووجه عبر الجناح الأمني ​​لتنظيم القاعدة اليمني اتهامات تجاه المعارضين للاتفاق مع إيران. بدعوى أنهم يتجسسون لصالح وكالات استخبارات دولية. وكان معظم الذين أُعدموا من القادة اليمنيين والسعوديين الذين اعتقدوا أن أولوية تنظيم القاعدة يجب أن تكون القتال ضد الحوثيين. وتم تنفيذ الإعدامات بالتنسيق بين رئيس الجناح الأمني ​​واللجنة القضائية والقانونية للتنظيم، وبأمر من سيف العدل. وأدى ذلك إلى تنامي نفوذ فصيل سيف العدل داخل التنظيم في اليمن.

 

■أبرز قادة تنظيم القاعدة الذين تم إعدامهم:


- حمزة الكربي، المكنى/ حمزة الشروري، سعودي الجنسية، كان يعمل مسئولاً مالياً للتنظيم في محافظة حضرموت، تم إعدامه في معسكر التنظيم بمنطقة الخسف بمحافظة الجوف عام 2017م.

- عبدالله السلمي،  المكنى/ابو عامر د، سعودي الجنسية، كان يعمل قيادياً عسكرياً في تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء،  تم إعدامه في معسكر التنظيم بمنطقة الخسيف بمحافظة الجوف عام 2017م.

- أبو عمر الشهري ، سعودي الجنسية، كان يعمل قيادياً عسكريا في تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء،  تم إعدامه في معسكر التنظيم، بمنطقة الخسيف بمحافظة الجوف عام 2018م.

- محمد عثمان، المكنى/ أبو تراب السوداني، سوداني الجنسية، كان يعمل قيادياً في الجانب المالي لتنظيم القاعدة في اليمن،  تم إعدامه في معسكر التنظيم بمنطقة الخسيف بمحافظة الجوف عام 2017م.

- حسام الخالدي، سعودي الجنسية، كان يعمل قيادياً عسكرياً في تنظيم القاعدة بمحافظة حضرموت، تمت تصفيته في أحد مآوى التنظيم بمدينة الشحر بمحافظة حضرموت عام 2016م.

- زين الله الصيعري، كان يعمل قيادياً في تنظيم القاعدة بمحافظة حضرموت، تم إعدامه في معسكر التنظيم بمنطقة الخسيف بمحافظة الجوف عام 2017م.

- رشيد الحبشي، قيادي ميداني في تنظيم القاعدة،  تم إعدامه في أحد معسكرات التنظيم منطقة المصينعة، بمحافظة شبوة عام 2019م.

- عبدالرحمن جامل، المكنى/ أبو الحسن التعزي ، قيادي عسكري في تنظيم القاعدة بمحافظة أبين،  تم إعدامه في أحد معسكرات التنظيم بمحافظة أبين عام 2018م.

 

■حلقة الوصل بين إيران وتنظيم القاعدة: 

بحسب مصادر استخباراتية إقليمية، فإن خالد العدل يعتبر همزة الوصل بين قيادة القاعدة في اليمن ووالده المتواجد حالياً في إيران. كما أنه بمثابة حلقة وصل بين قيادة القاعدة في اليمن، والمنظمات الإرهابية في الصومال والعراق وسوريا.
 ويقوم منذ عام 2016م، بالتنسيق مع قيادة التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق لنقل عدد من قيادات القاعدة المتوسطة من اليمن ذوي الخبرة إلى سوريا للمشاركة في قيادة بعض التنظيمات الإرهابية الموجودة هناك، مثل تنظيم "حراس الدين".

وفي عام 2020م، وبعد هزيمة التنظيمات الإرهابية في سوريا، قام خالد العدل بتنسيق عمليات إعادة العديد من قادة وأعضاء هذه التنظيمات الإرهابية (من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية) الذين كانوا في سوريا والعراق، ونقلهم إلى اليمن. حيث عمل على تشكيل فريق لاستقبالهم وإيوائهم.

كما يقوم خالد العدل بالتنسيق مع قيادات التنظيمات الإرهابية في الصومال لنقل الأسلحة ومواد تصنيع المتفجرات وخبراء التصنيع والتدريب. بالإضافة إلى ذلك؛ فهو متورط في نقل وتهريب الأفراد العائدين من سوريا إلى اليمن عبر الصومال. كما لعب دورًا مهمًا في تسهيل صعود خالد باطرفي إلى قيادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بعد وفاة قاسم الريمي، على الرغم من الاعتراضات القوية من عديد من القادة المفوضين  لاختيار الأمير.

وبعد تولي خالد باطرفي قيادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، استغل خالد العدل استهداف الريمي للتخلص من بعض قيادات المعارضة داخل التنظيم في إيران. ودفع بالجناح الأمني ​​للتنظيم، بقيادة إبراهيم البنا، لاتهام عدد من القياديين الكبار في تنظيم القاعدة بالوقوف وراء استهداف الريمي. وتم القبض عليهم ونقلهم إلى أحد مخابئ التنظيم في حضرموت، وإحالتهم إلى الجانب القضائي للتنظيم بقيادة عبد الله المبارك (قاضي التنظيم الديني) الذي شرع في محاكمتهم وإصدار حكم الإعدام بحق مجموعة. من القادة الرئيسيين الذين عارضوا النفوذ المتزايد لسيف العدل داخل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

 

■بعض القادة الرئيسيين الذين تم إعدامهم على خلفية اغتيال الريمي، منهم:

- سعيد شقرة ، مسؤول الولايات في التنظيم.

- فياض الحضرمي، أحد أبرز قيادات التنظيم.

- أحمد بن عبدالله الزهراني المكنى/ أبو مريم الأزدي، أحد قيادات التنظيم، سعودي الجنسية.

وأدت هذه الإعدامات إلى انشقاق العديد من القادة والأعضاء عن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتشكيل تنظيم جديد يسمى "أنصار التوحيد" بقيادة أبو عمر النهدي. واستقروا في مأرب وحضرموت لمدة عامين، لكنهم لم يمارسوا أي نشاط خلال هذه الفترة.


■المرشح المحتمل لخلافة الظواهري: 

في أواخر عام 2022م، برز سيف العدل كمرشح بارز لتولي قيادة تنظيم القاعدة العالمي، خلفاً للظواهري. ولتحقيق ذلك عمل خالد العدل على تشكيل فريق من القيادات، وقام بالتحركات بين محافظات مأرب وحضرموت وشبوة، وعقد لقاءات مع القيادات بهدف إقناعهم بمبايعة سيف الإسلام العدل كزعيم لتنظيم القاعدة العالمي. إلا أن هذه المحاولة قوبلت برفض شديد من قيادات التنظيم السعودية، وعلى رأسهم حمد التميمي، المعروف أيضا باسم أبو عبد العزيز العدناني، عضو مجلس شورى التنظيم، المسؤول عن لجان التنظيم والعمليات الخارجية. ويتمتع التميمي بنفوذ كبير داخل التنظيم، وهذا الرفض أعاق البيعة.

 

■الصراع بين فصيلي القاعدة الإيراني والسعودي: 

ونتيجة لفشل سيف العدل في تحقيق طموحاته في السيطرة على قيادة تنظيم القاعدة، اندلع صراع على النفوذ داخل التنظيم بين الفصيل الإيراني الذي يمثله خالد العدل والفصيل السعودي الذي يمثله حمد التميمي. وقالت مصادر استخباراتية إن ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار التي نفذت ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية منذ بداية العام 2023 م، والتي أسفرت عن مقتل قادة كبار، بمن فيهم حمد التميمي، وحسن الحضرمي، وعبد الواحد النجدي، كانت مدبرة من قبل قيادات داخل التنظيم. جناح تنظيم القاعدة التابع لسيف العدل.

وقالت المصادر أيضاً إنه بعد رفض حمد التميمي مبايعة سيف العدل للقيادة أواخر عام 2022م، اتخذ القادة التابعون لإيران قراراً باغتياله. ولذلك، قام خالد العدل والنهدي بمراقبة التميمي من خلال تجنيد عملاء مقربين منه وتمرير معلومات عبر جهاز استخبارات تابع لدولة إقليمية من أجل القضاء عليه.

 

■كيف تسيطر إيران على تنظيم القاعدة في اليمن؟

وفي فبراير/شباط، استهدفت غارة أمريكية بطائرة دون طيار حمد التميمي، مما وجه ضربة قوية لسيطرة الفصيل المنشق على التنظيم في اليمن. ومكنت هذه العملية فصيل سيف العدل وداعميه في إيران من السيطرة المطلقة على تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، مما حول التنظيم إلى مجرد أداة في أيدي طهران. وتقوم إيران الآن بتوجيه أنشطة التنظيم وعملياتها لاستهداف أعدائها في الخارج. وهذا يختلف عن مجرد استخدام إيران السابق لتنظيم القاعدة لتنفيذ أجندة حركة الحوثي في ​​اليمن وحسب. وبدا هذا الدور واضحاً من خلال التحركات الأخيرة لقيادات في الأجهزة الأمنية والمخابراتية التابعة لحركة الحوثي. وقد تم التنسيق مع قيادات تنظيم القاعدة لتشكيل خلايا إرهابية تتكون من أعضاء (خليجيين ويمنيين) وتدريبهم ونشرهم في بعض دول الخليج العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية، للقيام بأعمال إرهابية واغتيالات.

 

■العمليات الإرهابية المشتركة في باب المندب: 

من ناحية أخرى، يعقد خالد العدل منذ أشهر اجتماعات بين قيادات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والتنظيمات الإرهابية في الصومال. وتهدف هذه إلى التنسيق والتعاون في تنفيذ عمليات تستهدف المصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة خلال المرحلة المقبلة، فضلاً عن تهديد الممر الملاحي الدولي في باب المندب وخليج عدن.

وبحسب المصادر فإن خالد العدل يقود جهود دمج تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مع التنظيمات الإرهابية في الصومال تحت كيان واحد، على غرار عملية الدمج التي قام بها ياسر الوحيشي عام 2009م. عندما قام بدمج فرع التنظيم في اليمن، مع فرعه في المملكة العربية السعودية تحت اسم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

 

■استقطاب "جماعة التوحيد" الإرهابية:

وبحسب مصادر استخباراتية، فإن خالد العدل تمكن من استقطاب سعيد عوض بن شعب -المكنى/ أبو عمر النهدي- وإقناعه بتفعيل أنشطة جماعة تسمى "جماعة التوحيد"، وتجنيد مئات الأفراد. فيما تكفل بتوفير الدعم والتمويل لأنشطة وتحركات النهدي وجماعته. بالإضافة إلى ذلك، فهو يبذل جهودًا كبيرة لإعادة دمج النهدي والأعضاء المنشقين عن الجماعة في صفوف تنظيم القاعدة.

 

■ أبرز القادة المقربين من خالد العدل الذين يجتمع بهم حالياً:

تشير المعلومات إلى أبرز القيادات المقربة من خالد العدل وهم : 

 - سعيد عوض بن شعب،  المكنى/ أبو عمر النهدي - أمير "جماعة التوحيد" (المنشق عن تنظيم القاعدة).

- أكرم حسين القليسي، الملقب بأويس الصنعاني، أمير تنظيم القاعدة في محافظة مأرب.

- ياسر الصنعاني، نائب مسؤول الجناح الأمني.

- سمير بلقاضي، المكنى/ ريان الحضرمي ، أمير تنظيم القاعدة السابق في مأرب.

 - بشير العراقي، أحد أبرز القادة العسكريين لتنظيم القاعدة في مأرب، مسؤولاً عن معسكرات في مأرب.

- أبو يوسف الكويتي، صهر خالد العدل.

- مقداد المرادي ، مسؤول تأمين تنقلات خالد العدل.

- موحد النجدي، أحد قادة الجناح الأمني.
 
- صهيب الصنعاني ، مهندس إلكترونيات.
 
- جواد الإبي 

 

■ العدل يتنقل بين إيران واليمن: 

بحسب المصادر الاستخباراتية، فمن المعروف أن خالد العدل يتنقل بين مناطق تواجد قيادة تنظيم القاعدة في محافظات حضرموت وشبوة ومأرب وأبين، مع أغلب تواجده. في مأرب وحضرموت. وقام بعدة زيارات إلى إيران بحراً من سواحل حضرموت إلى السواحل الإيرانية، رافقه خلال تلك الزيارات قيادات من تنظيم القاعدة في اليمن.

الهاشتاج
رابط الفيس بوك

حميع الحقوق محفوظة ل مركز المستقبل اليمني للدراسات الاستراتيجية ---- برمجة وتصميم ALRAJIHI