عبدالقادر الجنيد
٦ أكتوبر ٢٠٢٣
الجزء الثاني
ثانياً : المخاوف
إذا استمر الوضع الحالي بكل العناصر التي وصفناها أعلاه، فإن المخاوف كثيرة من أن ينتهي الوضع في اليمن، على الأقل في الشمال، بسيطرة عبدالملك الحوثي مثل مرشد عام مختفٍ في صعدة في وضع مماثل لمنصب علي خامنئي في قم، وينصب رئيس كرتوني في صنعاء، وسيضعف حينها مفهوم وفكرة الشرعية اليمنية.
وسنشهد خفوت للهوية اليمنية إلى شيئ مقارب للهوية الإيرانية ويتم دهن الناس بالطلاء الأخضر في ذكرى المولد النبوي ولطمهم لوجوههم وصدورهم في ذكرى عاشوراء.
وسيتراجع حضور السعودية في اليمن، وتصبح إيران هي المتحكمة في الداخل اليمني وسياسته بعد ضمها لمجموعتها في المنطقة.
١- مخاوف من الشرعية:
استمرار الشرعية اليمنية في حالة الترهل والضياع والتكيف مع كل تراجع واخفاق، وتبرير كل ذلك بأنها أشياء عادية تقتضيها الحاجة ولا خوف منها. ثم تنتقل الشرعية إلى وضع أكثر ضعفاً من الوضع السابق، ثم تتعود وتتكيف على كل تراجع وقلة سيطرة.
٢- مخاوف من الإمارات
أن تستمر المكونات المدعومة من الإمارات من إضعاف الشرعية، وحرمانها من أرضية ترتكز عليها وممكناتها، وزعزعة صورتها، وتشتيت انتباهها عن المعركة الأصلية.
٣- مخاوف من السعودية
أن تتراجع السعودية عن دعم الشرعية بذات المستوى والقدر، وتجد الشرعية نفسها وحيدة في مواجهة المشروع الإيراني .
ثالثاً: تغيير الوعي والعمل:
سنفترض أمرين: أن الشرعية قررت الخروج على حالة التكيف والتعود على كل وضع بائس تنحدر إليه، وقررت إصلاح نفسها وأهدافها والحزم في ذلك.
واستمرت السعودية بذات الوتيرة، أن صراعها في اليمن ليس اختيارياً وإنما فرض عليها، وأنها لن تسمح بسيطرة إيران على اليمن.
عندها سينتهي الصراع بطرف منهزم تماماً وآخر منتصر هو الشرعية بالطبع.
إذا توفقنا بصحة هذين الافتراضين، يمكننا بعدها الانتقال إلى ما يمكن أن تعمله الشرعية اليمنية والحليف الداعم لها أي المملكة السعودية.
يجب أن يتغير الوعي بالمشكلة قبل أن نبدأ بالتفكير بالعمل الذي يجب أن تقوم به كل من السعودية والشرعية اليمنية.
تغيير الوعي:
يجب أن تدرك كل من شرعية اليمن والمملكة السعودية، أن:
١- التفاوض مع الحوثيين عبثي ولا سلام حقيقي معهم.
٢- يجب دراسة ومعالجة مشكلات واخفاقات الشرعية والتحالف.
٣- يجب دراسة تكتيكات الحوثيين والإيرانيين وعدوانيتهم والانتقال بالصراع إلى مرحلة جديدة بعد كل إنجاز.
٤- يجب مراجعة السنوات التسع الماضية بما فيها من نجاح أو إخفاق .
٥- ينبغي إقرار ما إذا كنا سنمضي إلى سلام منقوص أو الانتصار التام على الحوثي.
٦- يجب أن يدرك الجميع أن المعركة طويلة ولابد من الصبر والاستمرار.
العمل:
١- القيادة المشتركة للأمن القومي: يجب إنشاء غرفة عمل مشتركة تحت إسم "الأمن القومي المشترك"، وتكون في حالة انعقاد مستمر، تحت إشراف قيادة سعودية متفرغة، ومفوض رئاسي يمني متفرغ، ومعهم الحق والقدرة بالإشراف على الجيش والأمن والمخابرات والتنسيق التام مع الحكومة.
٢- وضع العقيدة العسكرية التامة لتحقيق النصر.
٣- المساءلة والمحاسبة والمراجعة والتدقيق.
٤- كسب ثقة وقلوب وعقول الأغلبية الصامتة بخطاب ناضج وواعي ومحفز.
٥- حشد الشعب وكل القوى والموارد المتنوعة وراء هدف استعادة الدولة وهزيمة الحوثي.